الروض الطبيعية تحتاج الى التطوير والاهتمام

مارس 08, 2021 غادة على 0 تعليقات

 


يطالب مواطنون ومختصون الجهات المختصة في الدولة بوضع خطة شاملة تشارك فيها كل الهيئات المختصة للحفاظ على ما تبقى من الروض الطبيعية "الروض البرية" وأرجعوا خلال استطلاع رأي للشرق تراجع عددها في الدولة إلى زحف العديد من المشروعات نحوها والقضاء عليها وتساءلوا من المسؤول عن السماح بإنشاء مشروعات فوق الروض بالرغم من أهميتها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية.

أكدوا تراجع الانتشار الفطري والطبيعي فيما تبقى منها بسبب التعامل العشوائي معها من قبل الجهات المختصة.
وشددوا على أهمية الروض باعتبارها الأماكن الوحيدة التي تغذي حوض المياه الجوفية للدولة، مؤكدين أنها تتمتع بأهمية اقتصادية واوضحوا أنها تتمتع بتربة صالحة للزراعة وتنبت بها النباتات الطبيعية، وتتمتع بجوانب جمالية طبيعية وتلعب دورا في التخلص من الغازات الضارة في البيئة المحيطة بها.

اعتبر ناصر بن حسن الكبيسي عضو المجلس البلدي عن الدائرة 29 التي تضم مدينة الشمال ولجميل والزبارة والوعب، والتي تحتوي بعض مناطقها على عدد من الروض، اعتبر أن الصيد العشوائي من أهم الأمور التي أدت إلى اختفاء عدد كبير من الروض وتصحرها.
وصرح "هناك بعض العوامل التي أدت إلى تصحرها أهمها عمليات الصيد بالصقور، وصيد الطيور" وأوضح قائلا: "الصيد بالصقور يكون من خلال مجموعات تتوجه إلى الصيد في إحدى الروض بصحبة عدد كبير من السيارات فلو سقطت أمطار خفيفة على التربة و(داست) عليها عجلات السيارات فإنها تفسد التربة وتصبح غير صالحة وتحتاج إلى سنوات حتى تعود إلى حالتها الطبيعية".
وأضاف الكبيسي: "أما صيد الطيور فله تأثير كبير جدا على القضاء على الروض فالبعض يقوم بالصيد عن طريق جهاز جذب الطيور (صواية)، وهذا الجهاز ممنوع استخدامه في الدولة. وهو يعتمد على إصدار اصوات تشبه اصوات الطيور ليجذبها إلى مكان تواجده وحتى يؤدي الغرض منه يجب أن يكون هناك أثر في الأرض فيقوم الأشخاص الذين يستخدمون هذا الجهاز بإحداث حفر عميقة في الأرض عن طريق السيارات بأن تسير السيارات بشكل دائري حول نفسها حتى تحدث الحفرة فيراها الطير وينجذب إليها".
ولفت إلى أن هذا السلوك من شأنه تدمير البيئة في الروض سواء الارض التي تتصحر بسبب حركة السيارات أو الطيور التي يتم صيدها" واشار عضو المجلس البلدي إلى أن إنشاء بعض المشروعات الكبيرة بمناطق الروض تسبب في القضاء على بعضها، مؤكداً ضرورة الحصول على رأي الجهات المعنية بحماية البيئة قبل تشييد اي مشروع.
وبشأن تأثير الكسارات على الروض أوضح السيد ناصر بن حسن الكبيسي أن الكسارات ليس لها علاقة بالروض، مشيراً إلى أن الدولة حددت مناطق استخدام الكسارات.
كما نفى أن يكون لعمليات الرعي تأثير سلبي على الروض، مشيرا إلى أن رعي الإبل ممنوع أصلا.
وقال: "النوع الثاني من الرعي هو رعي الغنم وهذا النوع يمكن ان تستفيد منه التربة.. فتأثيره ايجابي".

أكد الدكتور سيف بن علي الحجري، الخبير البيئي، أهمية حماية الروض التي لا تزال موجودة إلى الآن، لما لها من بعد استراتيجي وقال: "الروض هي الأماكن الوحيدة التي يمكن من خلالها تغذية الحوض الجوفي للدولة من خلال مياه الأمطار، فهي منخفضات طبيعية يتم فيها تجمبع مياه الأمطار"، لافتاً إلى أن المياه الجوفية في قطر تعد محدودة وتنخفض كمياتها بانخفاض الأمطار.
وتابع: "للروض ابعاد بيئية لأنها تتمتع بتربة صالحة للزراعة كما تنبت بها النباتات الطبيعية، وتتمتع ايضا بجوانب جمالية طبيعية وتلعب دورا في التخلص من الغازات الضارة في البيئة المحيطة بها، ودور في التغيرات المناخية".
وحول سبل الحفاظ عليها قال الدكتور سيف الحجري: "يعتبر توعية المجتمع بمختلف فئاته بأهميتها من الناحية البيئة والاقتصادية والاجتماعية من الأمور الهامة للحفاظ عليها من التآكل".
وأضاف: "لابد من استبيان الجانب التشريعي وسبل الحفاظ عليها باعتبارها إرثا طبيعيا، ووضع تشريعات لتحقيق ذلك والعمل على تطبيقها بصرامة والرقابة على ذلك التطبيق".
ولفت إلى أن حماية الروض يعد واجبا بيئيا وواجبا دينيا ووطنيا، مشيرا إلى أنها جزء هام من ثروات الدولة الطبيعية التي يجب علينا الحفاظ عليها وتابع: "بالنسبة للبعد الديني فإن قتل الحيوانات التي تعيش في الروض أمر مخالف للدين والشريعة ومن الطبيعي تجريمه قانونيا.

أرجع السيد جبر بن محمد سيف السويدي عضو المجلس البلدي عن الدائرة 20 (التي كان بها عدد من الروض وتلاشت)، والتي تضم الوكرة ومسيعيد وسيلين والمشاف وأم بشر، أرجع اختفاء كثير من الروض في الدائرة إلى إنشاء مشروعات متعددة عليها.
وقال السويدي: "للأسف كثير من الروض التي كانت تقع في حدود الدائرة اختفت بفعل المشاريع الكثيرة والمتنوعة التي اقيمت فوقها وقضت على معظمها"..
وأوضح أن موقع السوق المركزي كان من أروع الروض إلا انه تم القضاء عليها من اجل إنشاء المشروع.
وتابع: "الطريق إلى مسيعيد كان به العديد من الروض ولكنها اختفت بسبب المشاريع التي أقيمت في تلك المنطقة".
وأضاف: "بالرغم من أهمية تلك المشروعات بالنسبة للدولة، إلا انها يجب ان تراعي الحفاظ علي البيئة خاصة وأن معظم اراضينا صحراء والروض محدودة جدا ولا تنتعش إلا خلال فترة الربيع فقط".
وقال عضو المجلس البلدي: "توجد ارض عديدة تصلح لإقامة المشروعات الضخمة والتي تكون (حصى) أو صحراء، وكان من الممكن اقامة المشروعات بها بدلا من اقامتها فوق الروض".
وشدد على أن الروض تعتبر من المناطق النادرة في الدولة والتي يقصدها العديد من الباحثين عن الطبيعة وجمالها، ولفت إلى أن المجتمع بطبعه يتمتع بثقافة "اترك مكانك نظيفا" وبالتالي فإننا قادرون على حماية الروض إذا تركت لنا.
ونبه إلى أن قيادات الدولة بصفة عامة حريصة كل الحرص على حماية الطبيعة والبيئة ودعمها بكافة الوسائل الممكنة، مشيراً إلى أن الشركات القائمة على تنفيذ المشروعات الكبرى يجب أن تراعي هذا التوجه عند تشييد مشروعاتها.

انتقد السيد يوسف مبارك الكواري، قيام الجهات المختصة بإغلاق الروض واحاطتها بسياج كبير لمنع دخول الجمهور إليها وقال: "منذ فترة طويلة تم منع الناس والحيوانات من الدخول إلى الروض الأمر الذي ساعد على تناقص الانتشار الفطري والطبيعي فيها".
وتابع: "الحيوانات تنقل البذور في فضلاتها وتعمل بحوافرها بتقليب التربة والطين والبذور الموسمية فيها وتمهدها للموسم الذي بعده. وبالتالي فإن منع دخولها أثر بالسلب على التربة وأدى إلى تناقص الحياه الفطرية". وشدد قائلا: "السبب في تراجع الروض هي الجهة التي اصدرت هذا القرار وليس الناس".
ولفت إلى أن هذا القرار صاحبه ايضا هجرة الطيور والعصافير الموسمية من الروض".
وأضاف: "من المعلوم أن للطيور الموسمية هجرة سنوية مرة واحدة في السنة وتأتي بالبذور النادرة من جهة هجرتها للمكان الموسمي المناسب لها فيه، وتنقل بذور مهمة للحياة الزراعية والعشبية والدوائية، لهذا المكان الجديد. وعندما تأتي الطيور وتجده مهجورا فإنها تغير وجهتها فورا لمكان آخر غير قطر".
واقترح يوسف الكواري عمل تسميد بسيط للروض وعمل سقاية موسمية لها كل فترة.
وتابع: "أما الروض المهمة فيجب الاهتمام بها بالسقي والتسميد طوال العام ويمكن احضار طيور وحيوانات واطلاقها فيها، كما اقترح السماح بالزيارات العائلية برسوم بسيطة تقديرية على، غرار بعض شواطئ الدولة".


0 Comments: