عزوف الشباب القطرى عن مهنة التدريس بسبب النظرة الاجتماعية الحادة التي يتعرض لها المعلم القطري
عزوف عدد كبير من الشباب عن مهنة التدريس بسبب نظرة المجتمع الغير مرضية للمعلم لعدم وجود وعي مجتمعي ثقافي يعبر عن أهمية دور المعلم القطري في بناء الأجيال، وتوريث الموروث الثقافي القطري وقلة الترقيات والحوافز .مهنة المعلم فى قطر مازال ينقصها العديد من الجوانب التى تشجع الشباب القطرى لامتهانها بالرغم من انها مهنة مقدسة حيث تصل نسبة المعلمين الذكور العاملين بالمدارس إلى 5% فقط، بينما تصل نسبة المعلمات من الإناث إلى 40 %.
اسباب العزوف
وفقاً لما قاله عدد من مديري المدارس والطلاب اسباب العزوف يأتي في مقدمتها كثرة أعباء المعلم مقارنة مع المهن والوظائف الأخرى، طول الدوام المدرسي، وعدم وجود سلم ترقيات كبيرة لمناصب أعلى في مهنة التعليم، مشيرين إلى ان الشباب يفضلون التوجه للمهن العسكرية، نظرا لضعف جاذبية مهنة التدريس بالنسبة للمواطنين خاصة فئة الذكور. وأشاروا إلى ضعف التشجيع والتحفيز لهذه المهنة، والنظرة المتدنية للمعلم إلى جانب كثرة الأعباء وطبيعة المهنة الشاقة جميعها أسباب أدت لعزوف الشباب عن الاتجاه إليها، مشيرين إلى انه يمكن استقطاب الشباب للعمل بمهنة التدريس عن طريق التخفيف من ضغوط العمل، وعدم تكليف المعلم بأعباء خارجة عن تخصصه، فضلا عن فتح باب العلاوات التشجيعية والعمل الإضافي للمعلمين، مع ضرورة زيادة التوعية بوسائل الاعلام حول أهمية دور المعلم والرسالة التي يقدمها للمجتمع.
بعض المدرسين قالوا النظرة الاجتماعية الحادة التي يتعرض لها المعلم القطري هى السبب ، وعدم وجود وعي مجتمعي ثقافي يعبر عن أهمية دور المعلم القطري في بناء الأجيال، وتوريث الموروث الثقافي القطري، مشيرا إلى انه ايضا تحديد الاجازات بفترة زمنية معينة ومحددة مسبقا، تحد من حرية السفر وقضاء الاجازة، ولذلك يجب ان يكون هناك مرونة في اختيار أيام الاجازة بالنسبة للمعلم القطري، باستثناء بعض الأيام من العام الدراسي كأيام الاختبارات.
يرجح معلمون اخرون ان الاسباب هى ضغط العمل وعدم القدرة على تحمل الاعباء الوظيفية، مما يسبب الإرهاق البدني والعقلي، وايضا طول الفترة الدراسية بالمقارنة مع الوظائف الأخرى، كل هذا بالإضافة إلى تهميش وسائل الإعلام لدور المعلم مما قد يقلل من شأن المعلم، موضحا ان سياسة الجزاءات الصادرة من الوزارة للموظفين بالمقارنة مع اللائحة السلوكية للطلبة تفقد المعلم هيبته ومكانته لدى بعض الطلبة. وقال انه يمكن استقطاب الشباب للعمل بمهنة التدريس عن طريق التخفيف من ضغوط العمل، وعدم تكليف المعلم بأعباء خارج عن تخصصه، فضلا عن فتح باب العلاوات التشجيعية والعمل الإضافي للمعلمين، ودور الاعلام في توضيح أهمية ودور المعلم، مشيرا إلى ان العمل في التدريس، عمل ممتع خصوصًا عندما تتعامل مع الطلاب، وكأنهم أبناؤك وحرصك على إنشاء جيل واعٍ ومبتكر وقابل للتطور وملتزم بالقيم الدينية، كما نتعلم في هذا المجال كيفية التعامل مع ابنائنا والمجتمع مما ينعكس ايجابيا على حياتنا الشخصية.
السبب الرئيسي وراء عدم رغبة البعض في العمل بمهنة التدريس هي المسؤولية الكبيرة والأعباء الإدارية الملقاة على عاتق المعلم، مشيرا إلى ان التعليم رسالة اكثر من كونها مهنة وتحتاج إلى جهد وتعب كبير، كما انها بحاجة لمهارات وصبر وقدرة على التعامل مع جميع طلاب الصف الواحد، لذلك فهي تختلف عن باقي المهن الاخرى. وقال ان العديد من الطلاب يفضلون الاتجاه للكليات العسكرية ودراسة إدارة الاعمال، ويفضلون الابتعاد عن مهنة التدريس، لحاجتها لمتطلبات ليس متواجدة لدى الجميع.
مقترحات لتشجيع الشباب على امتهان مهنة التدريس
ضرورة خفض ساعات الدوام المدرسي للطالب والموظف، بحيث يتم تعويض باقي المواد لتصبح عن بعد، يهدف هذا الأمر للتخفيف على الطالب والمعلم عناء الدراسة ليتسنى للأسرة الاجتماع على وجبة الغداء، وكذلك زيادة الإجازة السنوية، مع ضرورة إعطاء المعلمين نفس امتيازات المهن العسكرية، لافتا إلى اهمية ان يكون للمعلم حماية قانونية، مع ضرورة تحفيز المعلمين بإعطائهم دورات خارجية لتنمية المهارات والاطلاع على خبرات تعليمية خارجية ناجحة. ولفت إلى اهمية ان تكون هناك أندية رياضية خاصة للمعلمين والمعلمات القطريين وأبنائهم، وعمل فيديوهات توعوية لإبراز دور المعلم القطري التي من شأنها تعزيز القيمة المعنوية المجتمعية لديه.
حصول المعلم على مزيد من الحوافز والمزايا الاجتماعية والاقتصادية، ومنحه الاولوية في كثير من مطالب الحياة كالعلاج والمنح، مشيرا إلى اهمية زيادة الحوافز للطلاب الملتحقين بالجامعة في هذا التخصص، وضمان وظائفهم ضمن اطارهم الجغرافي ورغباتهم التخصصية. وقال انه يمكن استقطاب وجذب طلاب المرحلة الثانوية من خلال توجيههم وتوعيتهم بميزات مهنة التدريس، وتوضيح الامتيازات التي سيحصلون عليها.
0 Comments: