قفز ثلاثي الخراب في الشرق الأوسط (قطر- تركيا - ايران) الى المياه الأمريكية الضحلة

نوفمبر 08, 2020 خليفة النعيمي 0 تعليقات


 نظرا لأهمية الحدث خاصة أنه يتعلق بالنظام القطري ومن خلفه كلا من تنظيم الاخوان وايران وتركيا فسأبدأ من حيث انتهيت في أخر مقال لي.

حيث أن جماعة الإخوان وبعض وسائل الإعلام القطرية التابعة لهم، بدوا متحمسين للغاية بشأن تقدم بايدن فى نتائج الانتخابات، حتى أن حماس جماعة الإخوان إزاء المرشح الديمقراطى مُبالغ فيه كما لو أن بايدن هو مرشح الإخوان وليس مرشح الديمقراطيين الأمريكيين وترسخت هذه الثقة منذ ترشح هيلاري كلينتون أمام ترامب توهما منهم بقدرتها على استكمال مشروع اوباما وهيا ثقة زائفة ومُبالغ فيها، كون المشروع الإخوانى فى الشرق الأوسط قد انتهى بنهاية عهد أوباما.

وكان «إعلام الإخوان» قد شرع في الترويج للمكاسب التي سوف تجنيها الجماعة حال فوز بايدن، حيث تأمل الجماعة في ممارسة ضغوط أمريكية على القاهرة للإفراج عن قيادات الإخوان المدانين في قضايا تتعلق بالإرهاب والتآمر على أمن مصر، وكذلك للضغط على دول الرباعي العربي لإنهاء المقاطعة القطرية وإعادة العلاقات مع الدوحة، ورفع الرقابة المستمرة من السلطات إزاء أنشطتهم الدعائية والمالية، كما أنهم يراهنون على تحقيق مكاسب للمنظمة الأم وفروعها خارج الولايات المتحدة كما بالغ إعلام الإخوان في وصف بايدن على أنه مؤيد للإسلام والمسلمين، مسلطين الضوء على حقيقة أنه يستشهد بأحاديث الرسول، وعلى أنه معارض شرس للإسلاموفوبيا حيث ستكون أولويات بايدن التركيز على الوضع داخل الولايات المتحدة واتخاذ الترتيبات اللازمة في ضوء التوازنات الناشئة في مجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ، وسيسعى جاهدًا لطمأنة الرأي العام الأمريكي حول جدية الإصلاحات الاجتماعية التي ينوي إدخالها فبايدن سيعمل على استعادة الثقة داخل الولايات المتحدة قبل الدخول في ملفات الشرق الأوسط.

  وسيتعين على جو بايدن أن يحدد استراتيجيته في الشرق الأوسط على أن لا تتعارض مع المصالح الأمريكية، ومن غير المرجح أن تتعارض مع تيار التغييرات الجديدة في المنطقة، كما أنه لن يفعل العكس فقط لإرضاء جماعة الإخوان أو قطر أو أي جهة فاعلة أخرى في المنطقة.

وبما أن الشرق الأوسط ليس المكان الأكثر إلحاحًا للعمل على إصلاح التحالفات الأمريكية مقارنة بأوروبا وآسيا، فبايدن سيكون قادرًا على إعادة تأسيس العلاقات مع قادة الشرق الأوسط الرئيسيين وهنا نخص بالذكرأن إيران ستشكل أيضًا اختبارًا صعبًا لإدارة بايدن، فأن مجرد استعادة التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووى لعام ٢٠١٥ لن يكون كافيًا. وأن مستشارى بايدن قد يأخذون زمام المبادرة فى اقتراح تعديلات على الاتفاقية، والعمل مع الحلفاء لإنقاذها، فى حين أن سلوك إيران الإقليمى سيكون من مسئولية وزارتى الخارجية والدفاع. ومن هنا أرى ثقة إيران فى مزايا فوز بايدن مُبالغ فيها حيث أن الرئيس الأمريكى لا يتخذ الإجراءات بمفرده، وأنه سينفذ سياسات لا تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.

وأخيرا وليس أخرا يأتي حديثنا على الرئيس التركي أردوغان فقد يتشدد الرئيس المنتخب بايدن تجاه تركيا  وهي تعد عراب تنظيم الإخوان والمتبني لتيارات الإسلام السياسي وفي هذا الصدد يرى كبير مديري البرنامج التركي في المؤسسة الأمريكية للدفاع عن الديمقراطيات، النائب السابق في البرلمان التركي، أيكان إردمير، أن فوز جوزيف بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لن يأت بشيء طيب لتركيا، وهو ما يؤكده نيكولاس بيرنز، وهو من بين المتنافسين على منصب وزير الخارجية أو مساعد الأمن القومي في إدارة بايدن، قائلا : إن فوز بايدن يعني مزيدا من الدفء في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية واليونان، والولايات المتحدة الأمريكية وقبرص.

ومن الجدير بالذكر أن بايدن سبق له وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمستبد في شهر ديسمبر الماضي، فمن المرجح أن يتخذ موقفاً أكثر صرامة من تركيا، وخاصة فيما يتعلق بتراجع حقوق الإنسان والأعراف الديمقراطية، وربما يفرض عقوبات بسبب شراء أنقرة نظام الصواريخ الروسي إس-400، وبذلك سيفقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفضل حليف له في واشنطن (ترامب) لتصبح أنقرة مكشوفة أمام غضب الكونجرس الأمريكي شديد العداء لها وبعض الوكالات الأمريكية المتشككة في أنقرة.

0 Comments: