حديثى التخرج يصطدمون بحائط شرط الخبرة عند الترشح للوظائف ومطالبات مجتمعية لإيجاد حلول بديله
وطالب بعض المواطنين بإعادة نظر في التمسك بشرط الخبرة السابقة في مجال التخصص، لاسيما أن كثيرا من المتقدمين للوظائف هم من الشباب حديثي التخرج من الجامعات دون أن تتاح لهم فرصة الممارسة العملية.
وقال أحد الخريجين إن شرط الخبرة السابقة الذي تتضمنه 90 % من إعلانات الوظائف غير متوفر لدى الباحثين عن فرص عمل، لاسيما حديثي التخرج من الجامعات بتخصصات عملية تتوافق مع احتياجات سوق العمل، مطالباً بإعادة النظر في هذه الشروط؛ خصوصاً في سنوات الخبرة، لاسيما أن كثيرا من المتقدمين للوظائف هم من الشباب حديثي التخرج، وأكد أن التمسك بشرط الخبرة السابقة في مجال التخصص يمكن اعتباره حقا لجهات التوظيف ويمكن أن تطلبه من موظف استقدم من بلاد أخرى، تكون هي قد أتاحت له فرص التدريب والعمل بعد التخرج مباشرة، فاكتسب الخبرة المناسبة، وأصبح مؤهلا للعمل في دول أخرى بحكم خبرته في مجاله، أما أن نطلبها من ابن البلد فكأننا نضع أمامه شرطاً تعجيزياً.
وأشار إلى أن بعض الشركات تنظر إلى حامل شهادة بكالوريوس في الهندسة ولديه الخبرة العملية الكافية أفضل من حامل الدكتوراه في نفس الاختصاص، ذلك أنه لا يتمتع بخبرة توازي خبرة الأول، وبالتالي هذا ينعكس على أداء المهام وإتقان العمل لأن صاحب الخبرة لديه تجارب وهو أفضل وأسرع ممن يحمل الشهادة ولا يتمتع بالخبرة.
ويرى أحد مدربى تنمية المهارات أن التطور التكنولوجي والانفتاح الذي يشهده سوق العمل أعاد صياغة متطلبات الوظائف ومؤهلات الموظفين، من حيث تركيز العديد من الشركات على جانب المهارات التي يمتلكها المتقدم للوظيفة على حساب الشهادات الجامعية عند اختيار الموظفين.
وأوضح أيضاًأن هذه المستجدات لا تنطبق فقط على الشركات الغربية، بل شملت العديد من الشركات في قطاعات مختلفة بما فيها الإعلام والدعاية والنشر والفنون والحاسوب والبرمجة، وأعرف أحد الإخوة من باكستان حظي بفرصة عمل في قناة الجزيرة دون أن يمتلك شهادة جامعية، لكن مهارته في مجال البرمجة كانت جواز مرور إلى سوق العمل وكانت هي المسوِّغ الأساسي للحصول على وظيفة في تلك القناة.
وأشار كذلك إلى إن ذوي الخبرة في بعض الوظائف لهم الأولوية في التوظيف من حملة الشهادة الجامعية، ممن لم يمارسوا العمل ضمن اختصاصهم بعد التخرج، وبالتالي لا يملكون الخبرة، مشيرا إلى أن المنافسة في سوق العمل تستدعي من طلبة الجامعات الاجتهاد في تأمين الوظيفة قبل التخرج من الجامعة، أما الخبرات فيمكن أن تكتسب من خلال الدورات المكثفة للموظفين، خاصة الجدد منهم، فتختصر الوقت والجهد على الموظف، ويقترب بالتدريج من مرحلة الإجادة، والتميز في العمل والإنتاج، وخلق ظروف مواتية أكثر لأداء المطلوب وظيفياً بحالة من الإبداع والتفوق.
0 Comments: