ارتفاع اسعار ايجارات المحلات يهدد المشاريع المختلفة

فبراير 22, 2021 غادة على 0 تعليقات

صرح اصحاب المشروعات ان ارتفاع  اسعار ايجارات المحلات  المبالغ فيه يحد من عمليات التسويق والترويج لمنتجاتهم وتصميماتهم المبتكرة، الامر الذي يعرض مشاريعهم لخسائر ويهددها بالتوقف. كما ان اصحاب المحلات يطلبون اسعار ايجارات خرافية وخيالية، حيث يصل ايجار المحل الى 30 الف ريال في الشهر، مقابل مساحة صغيرة جدا في حدود 3 في 3 أمتار، وذلك دون حساب تكلفة تشييد المحل التي تصل الى حوالي 70 الف ريال، ودعوا في هذا الخصوص الى دعم الجهات الحكومية من خلال ايجاد محلات لعرض دائم او موسمي في منشآت عالمية جاءت في اطار مشاريع التنمية مثل مطار حمد الدولي او لاستضافة فعاليات عالمية مثل الاستادات الرياضية المبهرة. وقالوا ان تلك المواقع الكبيرة تشهد وجودا كثيفا من زوار وسياح، يتواجدون على ارض قطر العزيزة، مشيرين الى ان التصميمات والمنتجات التي ابدعتها اياد قطرية صميمة تعكس التراث والثقافة القطرية ومدى التطور الذي تشهده قطر. واشادوا بجهود بنك قطر للتنمية في دعم المشاريع المختلفة، الا انهم دعوا الى رفع فترة السماح التي حددها البنك الى عام بدلا من ثلاثة أشهر حتى يتسنى لهم سدد الاقساط.

غلاء الإيجار
اكد رائد الاعمال السيد علي البريدي ان اسعار ايجارات المحلات تمثل اكبر مشكلة بالنسبة لرواد الاعمال او المصممين القطريين واصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشيرا الى أن المبالغ التي يطلبها اصحاب العقارات كبيرة فوق قدرة اصحاب المشاريع الصغيرة او المتوسطة، الامر الذي يمكن ان يكون حجر عثرة كبيرا امام تقدم او تطور مثل تلك المشاريع والتي قد تضطرهم للعمل من المنزل وهذا اخف الاضرار ان لم يكن ذلك سببا مباشرا في تعثر او توقف المشروع، خاصة وان اصحاب تلك المشاريع عليهم التزامات اخرى مثل مرتبات العمال ورأس المال الخاص بالمواد الاولية المرتبطة بالمنتج. وقال ان ارتفاع الايجارات يعني بالضرورة ارتفاع قيمة السلعة او البضاعة المعروضة، واشاد السيد علي البريدي بجهود بنك قطر للتنمية في دعم رواد الاعمال، ولكنه لفت الى ان الدعم المقدم كان لمدة ثلاث أشهر وهي فترة غير كافية كمدة سماح كان يتوقع ان تمتد لمدة عام كفترة كافية تمكن صاحب المشروع من السداد، معربا عن امله في ان تراجع ادارة البنك سياساتها بما يمكن اصحاب المشاريع من الاستفادة من الدعم المقدم بصورة افضل، واعرب عن امله في ان تكون هناك خطة للاستفادة من الصروح التنموية الضخمة التي تم انشاؤها في قطر مثل مطار حمد والاستادات العالمية لإفراد اجنحة او مساحات للمبدعين والمصممين القطريين لعرض منتجاتهم.

دعم الإنتاج الوطني
وصرح السيد احمد الجاسم ان اهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الاعمال والاسر المنتجة وضرورة الاهتمام بهم من اجل تعزيز الدورالذي يقومون به في دعم الانتاج والصناعات المحلية. وقال ان الشركات الصغيرة والمتوسطة احد اعمدة النمو الاقتصادي على مستوى العالم وتشهد نموا كبيرا على المستوى الاقليمي والعالمي، لافتا للنموالمتسارع الذي شهدته في قطر خلال السنوات القليلة الماضية قبل الضغوط التي ألقتها ازمة كورونا عليها بل على كافة قطاعات الاعمال في العالم. واشاد بالجهود الحكومية التي اسهمت كثيرا في تخفيف حدة الازمة على كافة القطاعات الاقتصادية والمالية في قطر، الى جانب الجهود الذاتية التي قام بها اصحاب المشاريع لامتصاص الخسائر المحتملة. وقال ان صدمة الازمة حفزت الكثيرين للابتكار والاتجاه نحو افكار جديدة لمواصلة العمل، خاصة العاملين في قطاع التجزئة، فكانت عملية توصيل واحدة من انجع السبل التي اتجهت نحوها وكان لها الاثر الكبير في تدارك الوضع ومواصلة العمل. وقال ان التحول الرقمي في قطر والذي يشهد توسعا كبيرا اسهم بشكل لافت في استمرارية الاعمال و تطويرها. وقال ان الدعم الحكومي والذي وصل لبعض المصانع كان له دور كبير في تخفيف حدة ازمة كورونا عليها، خاصة ان المصانع لها وضع مختلف عن منتجات القطاع الاخرى، حيث تحتاج المصانع الى مواد خام خاصة وبالتالي قطع غيار ايضا خاصة تناسب المواد الخام المستوردة، وذلك حتى تتمكن من مواصلة الانتاج دون توقف ودون خسائر. واشاد بفكرة ان تتاح للمصممين القطريين واصحاب المشاريع من رواد الاعمال والاسر المنتجة مساحات مقدرة في المنشآت العملاقة مثل الاستادات التي ستضيف كأس العالم 2022 ومطار حمد او الساحات، وتلك فرصة للترويج للمنتجاتهم ولحمايتهم لهيب الايجارات.

صعوبة التسويق
واكدت رائدة الاعمال السيدة ايمان صالح من الاسر المنتجة ان المنتجين المحليين او اصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة يبذلون جهودا ذاتية كبيرة من اجل انجاح اعمالهم، والتي تحتاج الى دعم وتشجيع، خاصة وانها ذات اثر في دعم النشاط التجاري والاقتصادي في البلد. وقالت ان ازمة كورونا اثرت كثيرا على نشاط رواد الاعمال والاسر المنتجة لأنها تعتمد على ذاتها في توفير رؤوس الاموال المطلوبة لتسيير العمل من مواد اولية ومرتبات عمال وايجارات للمحلات الى آخره من متطلبات العمل، وقالت: كلما زاد اهتمام الجهات المسؤولة برواد الاعمال والاسر المنتجة كان هناك مردود اكبر. وقالت ان رواد الاعمال من القطريات والقطريين استطاعوا في فترة قصيرة ان يظهروا مهارات عالية ومتنوعة في صناعات ومنتجات محلية نالت اقبالا كبيرا سواء من المواطنين والمقيمين في قطر او من الزوار والسياح الذين يتوافدون على قطر، خاصة في مواسم السياح. وقالت من اكثر المعوقات التي تواجه الاسر المنتجة ورواد الاعمال ارتفاع اسعار ايجارات المحلات والتي يصل الى 30 الف ريال في الشهر، مقابل مساحة صغيرة جدا في حدود 3 في 3 متر، وذلك دون تكلفة انشاء المحل التي تصل الى 70 الف ريال، الامر الذي يعني ان عمليات العرض والتسويق قد تكون شبه مستحيلة، ودعت في هذا الخصوص الجهات المهتمة او المسؤولة الى مشاركة الاسر المنتجة ورواد الاعمال في ايجاد الطرق الممكنة والكفيلة بتمكين رواد الاعمال والاسر المنتجة من ايجاد محلات قد تكون دائمة او موسمية تمكنهم من تسويق منتجاتهم والعمل على تطويرها.

تشجيع المبتكرين
ووضحت رائدة الاعمال السيدة فاطمة عبد الله صاحبة محل نوول للتصميم 2020 ان  الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبة رواد الاعمال في دعم الاقتصاد والنمو التجاري ودعم الحركة والنشاط السياحي في قطر من خلال منتجاتهم المتنوعة والتي تحمل تبع من البيئة المحلية وتعكس الثقافة والتراث القطري الاصيل. وقالت ان التأثيرات التي خلفتها جائحة كورونا على الكل لم تستثن رواد الاعمال، الا ان الكثير منهم عمد الى امكاناته الذاتية لامتصاص التأثيرات وتخفيف الخسائر. وقالت ان ازمة كورونا صاحبها العديد من العوامل السالبة والتي من بينها تقلص المعارض التي كانت تمثل نوعا من الفرص لرواد الاعمال لعرض اعمالهم واقتناص جمهور المستهلكين الذين يترددون على المعارض من اجل المتعة والتسوق. واشارت فاطمة عبد الله للفرص الاستثمارية الواسعة في قطر نتيجة للنهضة العمرانية والتنموية التي تشهدها سواء بسبب المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها في اطار خطط وبرامج التنمية المستدامة او تلك المرتبطة باستضافة قطر لمونديال 2022. ودعت في هذا الخصوص الى افساح المزيد من الفرص لرواد الاعمال تمكنهم من عرض منتجاتهم وتوفير بيئة تسويقية متكاملة، مشيرة الى محدودية فرص العرض بالنسبة لرواد الاعمال بسبب ارتفاع اسعار الايجارات، حيث يطلب اصحاب المحلات مبالغ خيالية مقابل ايجار مساحة صغيرة للغاية. وقالت ان النهضة السياحية الكبرى والانتعاش غير المسبوق في قطر استقطبت اعداد كبيرة جدا من الزوار والسياح فلماذا لا يكون هناك مواقع او مساحات للمصممين القطريين في الاماكن التي يرتادها السياح والزوار مثل الاستادات الرياضية العالمية المتميزة التي اقامتها قطر واستضافت وستستضيف المزيد من الفعاليات الرياضية وغيرها من المنشآت ذات الطرازالفريد والتصميمات العالمية مثل مطار حمد الدولي. وقالت ان المصمم القطري يمتلك موهبة فذة واظهر قدرات ابداعية متميزة تعبر عن الثقافة والتراث القطري، مقرونة بروح العصر، واستطاعت ان تكون لها زبائن محليون وخارجيون. وقالت انها لديها تصميمات لملابس رجالية جذابة نابعة من البيئة والثقافة القطرية. وختمت بانها تتوقع من تخفيف القيود خلال الفترة المقبلة ان يستعيد رواد الاعمال بعض منصاتهم التي تمكنهم من عرض منتجاتهم الخاصة المأخوذة من البيئة المحلية.


0 Comments: