الجمعة، 19 أبريل 2024

أنفلونزا الطيور لدى البشر

 

خطر جائحة مُميتة يُقلق منظمة الصحة العالمية


أنفلونزا الطيور لدى البشر


خطر جائحة مُميتة يُقلق منظمة الصحة العالمية


حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تطوّر فيروس H5N1 المعروف بأنفلونزا الطيور إلى وباء جديد يتفشى بين البشر. وحدثت وقائع عديدة في الأشهر والسنوات الأخيرة تؤكد اقتراب هذا الخطر. وتبدو الأرقام التي نشرتها المنظمة الخميس مُخيفة لما أظهرته من معدلات مرتفعة جدا من الوفيات بين المصابين بالفيروس. لكن عدة مختصين يدعون إلى عدم التهويل في الوقت الحالي. فما حقيقة الوضع؟


لم يتردد كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية في التعبير عن توجّسه من الوضع الحالي بشأن إنفلونزا الطيور. وأكد جيريمي فارار أن "سلالة الإنفلونزا أ (H5N1) أصبحت جائحة حيوانية عالمية. إذ انتقلت ومنذ سنوات من الطيور إلى الثدييات من قطط ونمور وثعالب ودببة وثدييات بحرية وغيرها. ويبقى السبب الرئيسي في ذلك هو أكل هذه الحيوانات للطيور المصابة بالفيروس. 


لكن الخطر الأساسي، بحسبه، يتمثل في التحول من عدوى انطلاقا من الطيور إلى عدوى بين فصيلة واحدة من الثدييات. وهذا ما يبدو أنه حصل في الولايات المتحدة في مزارع لتربية البقر. إذ أُعلن بداية أبريل/نيسان إصابة مزارع بفيروس H5N1 مباشرة من البقر، ما يُظهر احتمال تفشي الفيروس في القطيع دون اتصال بالطيور.


خطر الوباء يقترب


إذا تأكد انتقال العدوى من بقرة إلى بقرة دون أي تماس مع الطيور بشكل رسمي، قد يعني أن خطر التفشي من إنسان إلى إنسان يقترب. فالبقر من الثدييات، مثل الإنسان. والجهاز المناعي للثدييات مختلف عن الطيور. إذا ما تمكّن فيروس H5N1 من التحوّر ليهزم الجهاز المناعي للبقر إلى حدّ خلق عدوى بينها، فمن الأكيد أن نفس الشيء قد يحصل مستقبلا لدى البشر.


لحد الآن، لا يصاب الإنسان بفيروس H5N1 إلا بشكل محدود وبشكل مباشر من مصدره الأصلي عبر مخالطة الدواجن. وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن أرقام مقلقة بشأن هذه العدوى المباشرة من الطيور.


لكن عددا من المختصين ينصحون بعدم التهويل. فمُعدل الفتك الكبير الذي أعلنت عنه المنظمة يُحسب انطلاقا من العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة. لكن، من الصعب إحصاء جميع حالات الإصابة بالفيروس، خاصة في الدول الفقيرة وذات الأنظمة الصحية غير المتطورة.


مرض فتّاك ؟


ويُمثل ذلك المعطى الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، إذ تخشى أن يتطور الفيروس بشكل خفيّ دون أن يتابعه الباحثون عن كثب لكي يتم استباق أي تحول من عدوى انطلاقا من الحيوان، إلى عدوى من شخص إلى شخص آخر. ويؤكد عدد من العلماء أنه في جميع الحالات، لا يمكن في الوقت الراهن التكهن بشأن تطوّر الفيروس إما نحو استعاره وتحوله إلى مرض فتّاك و إما نحو تلاشي خطره وفقدانه لقدرته على الفتك.


وتناشد منظمة الصحة العالمية المسؤولين في جميع الدول إلى الحيطة والحذر وعدم التساهل مع الخطر التي تشكله بشكل متصاعد الأمراض حيوانية المنشإ zoonosis كما تسمى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق