السبت، 2 مارس 2024

أوبنهايمر يلفت أنظار العالم إلى مدينة لوس ألاموس

نجاح فيلم "أوبنهايمر" المرشح الأوفر حظا لنيل جائزة الأوسكار في إخراج مدينة لوس ألاموس من عزلتها، لتصبح بفضل تصوير العمل فيها مزارا يلفت أنظار العالم، ويستقطب المزيد من الزوار.




 "أوبنهايمر" يلفت أنظار العالم إلى مدينة لوس ألاموس


نجاح فيلم "أوبنهايمر" المرشح الأوفر حظا لنيل جائزة الأوسكار في إخراج مدينة لوس ألاموس من عزلتها، لتصبح بفضل تصوير العمل فيها مزارا يلفت أنظار العالم، ويستقطب المزيد من الزوار.


لم يكتف فيلم "أوبنهايمر" الذي بلغت إيراداته مليار دولار بتحقيق أرباح كبيرة للأستوديوهات الهوليوودية، بل كان من نتائجه أيضا ازدهار سياحي في مدينة لوس ألاموس التي يلفّها الغموض.


فمعظم وقائع فيلم كريستوفر نولان الذي يتناول سيرة مخترع القنبلة الذرية، ويُعدّ الأوفر حظا لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، تدور في لوس ألاموس، وهي بلدة بُنيَت على عجل في ولاية نيو مكسيكو لإيواء مختبر سري للغاية، نزولاً عند اقتراح من روبرت أوبنهايمر، حيث كان الفيزيائي عاشقًا للأماكن الخارجية الرائعة في هذه المنطقة الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة.


ومنذ عرض الفيلم في يوليو الماضي، أصبح السياح يبدون اهتماما بمواقع مثل منزل أوبنهايمر و”فولر لودج”، حيث كان العلماء النوويون يقيمون حفلات للاحتفال بنجاحهم في صنع القنبلة. وزادت أعداد الزوار بنسبة 68 في المئة العام الماضي، وفقا لمسؤولي المدينة.


وقالت المرشدة في الجمعية التاريخية المحلية كاثي أندرسون التي اضطرت إلى زيادة عدد جولاتها اليومية ثلاث مرات “بدأنا نشهد تدفقا كبيرا في الربيع الماضي، حتى قبل أن يُعرض الفيلم في دور السينما”، متوقعة أن “يصبح الاهتمام أكبر إذا فاز الفيلم بجائزة الأوسكار”. لكن هذا النجاح يخفي الوجه الحقيقي للعلاقة المعقدة بين لوس ألاموس وماضيها من جهة، ومن جهة ثانية بينها وبين العالِم الذي اخترع القنبلة ولا يزال البعض يطلق عليه لقب “أوبي” تحببا.


ومن شأن الازدهار السياحي المستجدّ أن يتيح جمع مبلغ المليونَي دولار اللازم لترميم منزل آل أوبنهايمر الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمان، وهو مبنى متقادم يستلزم عددا من التصليحات. وأشار مؤرخ مختبر لوس ألاموس الوطني نيك لويس إلى أن أوبنهايمر “كان معروفا… بكونه مضيافا وودودا جدا مع ضيوفه، وقد شهدت هذه الغرف أحداثا تاريخية عدة”.


ولكن من الصعب تحمّل الإرث المدمر للقنبلتين الذريتين اللتين صُنِّعَتا في هذه المدينة، حيث لا يزال 15 ألف عالم يعملون في المختبر النووي نفسه. وكما يُظهِر الفيلم، أصبح أوبنهايمر نفسه من أشد منتقدي انتشار الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة. وبعد إلقاء القنبلتين على مدينتَي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، اعترف العالِم بأنه “المسؤول عن تدمير مكان رائع”، بحسب كتاب “بروميثيوس الأميركي” الذي استند إليه نولان في فيلمه.


وقال لويس “نحن ندرك أنه إنسان، له عيوبه، وارتكب أخطاء”. ولاحظ أنه “كان معقدًا جدا، وعميقا جدا. وأعتقد أن نولان عبّر بدقة شديدة عن هذا الجانب من أوبنهايمر”. ورغم كل شيء، أحدثَ قرار المخرج تصوير مشاهد عدة في المباني نفسها التي حدثت فيها فعليا في لوس ألاموس، ضجة حقيقية في المدينة. ودُعِي العلماء العاملون في المختبر عبر إعلان في الجريدة المحلية إلى تأدية أدوار صامتة (كومبارس) في الفيلم.


وأتيحت الفرصة لعالم الفيزياء الفلكية شين فوجيرتي، المعجب بنولان، لمناقشة الاندماج النووي ونشأة القمر مع النجمين كيليان مورفي وروبرت داوني جونيور، في فترات الاستراحة بين اللقطات. ولفت فوجيرتي إلى أن “كريس (نولان) اضطر إلى أن يذكّر الجميع باحترام جو العمل والتزام الهدوء”. وهو يواظب على رواية هذه الواقعة للسياح الآخذين في التزايد، عندما يلتقيهم.


وفي بضعة أشهر، تغيرت حياة أبناء لوس ألاموس الذين يقتصر عددهم على 13 ألفا، فالمدينة الهادئة نسبيا باتت مقصدا للسياح، و”أصبح من الصعب الحصول على حجز في المطاعم القليلة في المدينة”. ويتمحور الفيلم على ملحمة سباق الذرة العلمية في القاعدة السرية في لوس ألاموس، حيث انكبّ علماء وعسكريون أعضاء في “مشروع مانهاتن” في خضمّ الحرب العالمية الثانية على الانتهاء من القنبلة قبل النازيين.


وكان يتنازع هذه الحفنة من الرجال إدراكها، من جهة، أن اختراعها سيجعل البشرية تجتاز نقطة اللاعودة من خلال توفير سلاح قادر على تدمير الكوكب بأسره، وحماستها من جهة ثانية لفكرة التمكن ربما من إنهاء الحرب العالمية، وربما وضع حد بواسطة الردع لأي شكل من أشكال الحرب في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق